إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ} (7)

وقولُه تعالى { الذي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدلَكَ } صفةٌ ثانيةٌ مقررةٌ للربوبيةِ مبيَّنة للكرم منبهةٌ على أنَّ منْ قدرَ على ذلكَ بدَءاً قدرَ عليه إعادةً ، والتسويةُ جعلُ الأعضاءِ سليمةً سويةً مُعدةً لمنافعها وعدلها عدلَ بعضِها ببعضٍ بحيثُ اعتدلتْ وَلَم تتفاوتْ أو صَرْفُها عن خِلْقةٍ غيرِ ملائمةٍ لها . وقُرِئَ فعدّلكَ بالتشديدِ أيْ صيَّركَ مُعتدلاً متناسبَ الخلقِ من غير تفاوتٍ فيه .