إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِيَةٗ} (4)

وقولُه تعالَى : { تصلى } أي تدخلُ { نَاراً حَامِيَةً } أي متناهيةً في الحرِّ ، خبرٌ آخرُ لوجوهٌ ، وقيلَ : هو الخبرُ وما قبلَهُ صفاتٌ لوجوهٌ ، وقد مرَّ غيرَ مرةٍ أن الصفةَ حقَّها أن تكونَ معلومة الانتسابِ إلى الموصوفِ عندَ السامعِ قبلَ جعلِها صفةً له ولا ريبَ في أنَّ صليَ النارِ وما قبلَهُ من الخشوعِ والعملِ والنَّصَبِ أمورٌ متساويةٌ في الانتسابِ إلى الوجوهِ معرفةً وجهالةً فجعلُ بعضِها عُنواناً للموضوعِ قيداً مفروغاً عنه غيرَ مقصودِ الإفادةِ وبعضِها مناطاً للإفادةِ تحكُّمٌ بحتٌ ويجوزُ أنْ يكونَ هذا وما بعدَهُ من الجملتينِ استئنافاً مبيناً لتفاصيلِ أحوالِها .