السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِيَةٗ} (4)

وقرأ { تصلى } أبو عمرو وشعبة بضم التاء الفوقية على ما لم يسم فاعله ، والباقون بفتحها على تسمية الفاعل ، والضمير على كلتا القراءتين للوجوه . والمعنى : تدخل { ناراً حاميةً } ، أي : شديدة الحرّ قد أحميت وأوقدت مدّة طويلة ، ومنه حمى النار بالكسر ، أي : اشتدّ حرّه . وحكى الكسائي اشتدّ حمى الشمس وحموها بمعنى . قال صلى الله عليه وسلم «أوقد عليها ألف سنة حتى احمرّت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسوّدت فهي سوداء مظلمة » . وقيل : المصلى عند العرب أن يحفروا حفيراً فيجمعون فيه جمراً كثيراً ، ثم يعمدوا إلى شاة فيدسوها وسطه ، فأمّا ما شوي فوق الجمر أو على المقلى أو في التنور فلا يسمى مصلياً .