إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاعِمَةٞ} (8)

وقولُه تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ } شروعٌ في روايةِ حديثِ أهلِ الجنةِ ، وتقديمُ حكايةِ حالِ أهلِ النارِ لأنَّه أدخلُ في تهويلِ الغاشيةِ وتفخيمِ حديثِها ، ولأنَّ حكايةَ حسنِ حالِ أهلِ الجنةِ بعدَ حكايةِ سُوءِ حالِ أهلِ النارِ مما يزيدُ المحكيَّ حُسناً وبهجةً والكلامُ في إعرابِ الجملةِ كالذي مرَّ في نظيرتِها ، وإنما لم تُعطفْ عليها إيذاناً بكمالِ تباينِ مضمونَيهِما . ومعنى ناعمةٌ ذاتُ بهجةٍ وحسنٍ ، كقولِه تعالى : { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النعيم } [ سورة المطففين ، الآية 24 ] أو متنعمةٌ .