إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الطارق مكية ، وآيها سبع عشرة .

{ والسماء والطارق } الطارقُ في الأصلِ اسمُ فاعلٍ منْ طرقَ طَرْقاً وطروقاً إذَا جاءَ ليلاً قالَ المَاوِرْدِيُّ : «وأصلُ الطرقِ الدقُّ ومنه سميتِ المطرقةُ وإنما سميَ قاصدُ الليلِ طارقاً لاحتياجِه إلى طرقِ البابِ غالباً » ثم اتُّسعَ في كلِّ ما ظهرَ بالليلِ كائناً ما كانَ ثم أشبعَ في التوسعِ حتى أطلقَ على الصورِ الخياليةِ الباديةِ بالليلِ قال : [ الكامل ]

طرقَ الخيالُ ولا كليلةِ مدلج *** سدكاً بأرجلنَا ولم يتبرجِ{[837]}

والمرادُ ههنا الكوكبُ البادِي بالليلِ أما عَلى أنَّه اسمُ جنسٍ أو كوكبٌ معهودٌ وقيلَ : الطارقُ النجمُ الذي يقالُ له كوكبُ الصبحِ


[837]:ورد في المعجم: طاف الخيال ولا كليلة مدلج *** سدكا بأرجلنا فلم يتعرج وهو للحارث بن حلزة اليشكري في ديوانه (ص42)؛ ولسان العرب (سجح)؛ وتاج العروس (مدك)، (رحل)؛ وأمالي القالي (1/205)؛ وشعراء النصرانية (ص419)؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة (ص646).