الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا} (103)

{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً } يعني الذين أتعبوا أنفسهم في عمل يبتغون به ربحاً ، فنالوا به هلاكاً وعطباً ، ولم يدركوا ما طلبوا ، كالمشتري سلعة يرجو بها فضلاً وربحاً ، فخاب رجاؤه وخسر بيعه . واختلفوا في الذين عُنوا بذلك فقال علي بن أبي طالب : «هم الرهبان والقساوس الذين حبسوا أنفسهم في الصوامع » .

وقال سعد بن أبي وقّاص وابن عباس : هم اليهود والنصارى ، نظيره :

{ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً } [ الغاشية : 3-4 ] . وروى سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل قال : سأل عبد الله بن الكوّا علياً عن قوله : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً } ، قال : «أنتم يا أهل حروراء » .