الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{كٓهيعٓصٓ} (1)

مقدمة السورة:

مريم مكيّة كلّها ، وهي ثمان وتسعون آية ، تسع تسعون حجازي ، وسبعمائة واثنتان وستّون كلمة ، وثلاثة ألآف وثمانمائة حرف وحرفان

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن الحسن المقري غير مرّة ، قال أبو بكر أحمد بن إبراهيم وأبو الشيخ عبد الله بن محمد قالا : قال أبو إسحاق إبراهيم بن شريك ، عن أحمد بن يونس اليربوعي ، عن سلام بن سليم المدائني ، عن عمرو بن كثير ، عن يزيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن أبي أمامة عن أُبي بن كعب ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( من قرأ سورة مريم أُعطي من الأجر حسنات بعدد من صدّق بزكريّا وكذب به ، ويحيى ومريم وعيسى وموسى وهارون وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل عشر حسنات ، وبعدد من دعا لله ولداً ، وبعدد من لم يدع له ولداً ) .

قوله عزّ وجلّ { كهيعص } قرأ أبو عمرو بكسر الهاء وفتح الياء ، ضدّه شامي وحمزة وخلف ، بكسرهما ، والكسائي ، بفتحهما ، ابن كثير وعاصم ويعقوب ، واختلفوا في معناها .

فقال ابن عباس : هو اسم من أسماء الله عزّ وجلّ ، وقيل : إنّه اسم الله الأعظم ، وقال قتادة : هو اسم من اسماء القرآن ، وقيل : هو اسم السورة ، وقال عليّ بن أبي طالب وابن عباس : هو قَسم أقسم الله تعالى به ، وقال الكلبي : هو ثناء أثنى الله عزّ وجلّ به [ على ] نفسه .

أخبرنا عبد الله بن حامد عن حامدُ بن محمد ، قال أبو عبد الله محمد بن زياد القوقسي ، قال أبو عمّار عن جرير ، عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فى قوله عزّ وجلّ { كهيعص } قال : الكاف من كريم ، والهاء من هاد ، والياء من رحيم والعين من عليم وعظيم ، والصاد من صادق ، وقال الكلبي أيضاً : معناه : كاف لخلقه ، هاد لعباده ، يده فوق أيديهم ، عالم ببريته ، صادق في وعده