الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا} (103)

ثم قال : { قل هل ننبئكم بالأخسرين } [ 99 ] .

أي : قل يا محمد لهؤلاء الذين يجادلونك بالباطل ويمارونك في المسائل من أهل الكتابين : قل هل ننبؤكم بالأخسرين أعمالا أي بالذين اتبعوا أنفسهم في عمل يبتغون به ربحا وفضلا فنالوا{[43701]} به غضبا وهلاكا ولم يدركوا ما طلبوا . {[43702]}

قال : علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عني بها الرهبان الذين حبسوا{[43703]} أنفسهم في الصوامع{[43704]} . وقال : الضحاك هم القسيسون والرهبان{[43705]} .

وقيل هم اليهود والنصارى . أما اليهود فكذبوا محمدا وأما النصارى فكذبوا وكفروا بالجنة . وقالوا ليس فيها طعام ولا شراب . ونزل في الحرورية .

{ الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه }{[43706]} الآية{[43707]} .


[43701]:ق: فناولوا" والتصويب من جامع البيان.
[43702]:وهو تفسير ابن جرير، انظر جامع البيان.
[43703]:ق: "خسروا".
[43704]:وهو قول سعد بن أبي وقاص أيضا، انظر جامع البيان 16/32 والجامع 11/44 والدر 5/465.
[43705]:انظر قوله في جامع البيان 16/33.
[43706]:البقرة: 27.
[43707]:روي هذا القول عن مصعب بن سعد يرويه عن أبيه سعد بن أبي وقاص، وأخرجه البخاري في الصحيح كتاب التفسير، باب {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} رقم 4728، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/370، وانظره في جامع البيان 16/32 والجامع 11/44، والدر 5/465.