الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَتَرَىٰهُمۡ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا خَٰشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرۡفٍ خَفِيّٖۗ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِي عَذَابٖ مُّقِيمٖ} (45)

{ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } أي على النّار { خَاشِعِينَ } خاضعين متواضعين { مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ } ذليل قد خفي من الذّلِ . قاله ابن عباس ، وقال مجاهد وقتادة والسدّي والقرظي : سارقو النظر .

واختلف العلماء باللغة في وجه هذه الآية ، فقال يونس : من بمعنى الياء ، مجازه : بطرف خفيّ ، أي ضعيف من الذل والخوفِ ، وقال الأخفش : الطرف العين ، أي ينظرون من عين ضعيفة ، وقيل : إنّما قال : { مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ } لأنه لا يفتح عينه إنّما ينظر ببعضها ، وقيل معناه : ينظرون إلى النّار بقلوبهم لأنّهم يحشرون عمياً ، والنظر بالقلب خفيّ .

{ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } دائم .