الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَحُورٌ عِينٞ} (22)

{ وَحُورٌ عِينٌ } قرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي والمفضل بكسر الواو والنون أي وبحور عين ، أتبعوا الآخر الأول في الإعراب على اللفظ وإن اختلفا في المعنى ، لأن الحور لا يطاف بهنَّ ، كقول الشاعر :

إذا ما الغانيات برزن يوماً *** وزججن الحواجب والعيونا

والعين لا تزجج وإنما تكحل .

وقال الآخر : متقلداً سيفاً ورمحاً ، ومثله كثير .

وقرأ إبراهيم النخعي واشهب العقيلي : ( وحوراً عيناً ) بالنصب ، وكذلك هو في مصحف أُبيّ ، على معنى : ويزوّجون حوراً عيناً .

وقال الأخفش : رفع بخبر الصفة ، أي لهم حور عين .

وقيل : هو ابتداء وخبره فيما بعده .

أخبرنا الحسين ، حدّثنا محمد بن الحسن بن صقلاب ، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن بشير ابن يوسف بن النضر ، حدّثنا بكر بن سهل الدمياطي ، حدّثنا عمرو بن هاشم ، حدّثنا سليمان بن أبي كرعة ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أُم سلمة قالت : قلت : " يا رسول الله أخبرني عن قول الله عزّوجل { وَحُورٌ عِينٌ } ؟ قال : " حور بيض عين ضخام العيون " " .

أخبرنا ابن فنجويه ، حدّثنا ابن صقلاب ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الخصيب حدّثني محمد بن غالب حدّثنا الحرث بن خليفة ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عبدالعزيز بن صهيب ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خلق الحور العين من الزعفران " .

وأخبرني ابن فنجويه ، حدّثنا ابن يودة ، حدّثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزاز ، حدّثنا سليمان بن عبدالرحمن ابن بنت شرحبيل ، حدّثنا خالد بن يزيد ، عن أبي مالك ، عن أبيه عن خالد بن معدان ، عن أبي أُمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من عبد يدخل الجنة إلاّ وهو يزوّج ثنتين وسبعين زوجة ، ثنتين من الحور العين وسبعين من ميراثه من أهل النار ، وليس منهن امرأة إلاّ ولها قُبل شهيّ وله ذكر لا ينثني " .

وأخبرني ابن فنجويه ، حدّثنا أحمد بن محمد بن علي ، حدّثنا عثمان بن نصر البغدادي ، حدّثنا محمد بن مهاجر أبو حنيف ، حدّثنا حلبس بن محمد الكلابي ، حدّثنا سفيان الثوري ، عن منصور أو المغيرة ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يسطع نور في الجنة فقالوا : ما هذا ؟ قالوا : ضوء ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها " .

وروي أن الحوراء إن مشت سُمع تقديس الخلاخيل من ساقيها وتمجيد الأسورة من ساعديها ، وإن عقد الياقوت يضحك من نحرها ، وفي رجليها نعلان من ذهب شراكها من لؤلؤ تصرّان بالتسبيح .

وكان يحيى بن معاذ الرازي يقول : اخطب زوجة ( لا تسلبها ) منك المنايا ، وأعرس بها في دار لا يخربها دوران البلايا وشبّك لها حجله لا تحرقها نيران الرزايا .

وقال مجاهد : سميت حوراً لأنه يحار فيهن الطرف .