الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَجَعَلۡنَٰهُنَّ أَبۡكَارًا} (36)

{ إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } عذارى { عُرُباً } عرائس متحببات إلى أزواجهن . قاله الحسن وقتادة وسعيد بن جبير وهي رواية الوالبي عن ابن عباس وعكرمة عنه مَلقة . وقال عكرمة : غنجة .

ابن بريدة : الشركلة بلغة مكة . والمغنوجة بلغة المدينة .

وأخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد الحافظ ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، حدّثنا عبيد الله بن ثابت بن أحمد ، حدّثنا أبو سعيد الأشج ، حدّثنا ابن يمان عن اسامة بن زيد عن أبيه { عُرُباً } قال : حسنات الكلام .

وأخبرني أبو عبدالله الحافظ أحمد بن محمد بن إسحاق السنيّ ، حدّثنا حامد بن شعيب البلخي ، حدّثنا سريج بن يونس ، هشام ، حدّثنا مغيرة عن عثمان عن تيم بن حزام قال : هي الحَسَنَة التبعل وكانت العرب تقول للمرأة إذا كانت حسنة التبعل إنها لعربة واحدتها عروب . { أَتْرَاباً } مستويات في السنّ .

عن ابن فنجويه ، حدّثنا ابن شنبة ، الفراتي ، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يدخل أهل الجنةِ الجنةَ مرداً بيضاً جعاداً مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم ، طوله ستون ذراعاً في سبعة أذرع " .

قال المفسرون : هذه صفات نساء الدنيا ومعنى قوله { أَنشَأْنَاهُنَّ } خلقناهن بعد الخلق الأول ، وبهذا جاءت الأخبار .

أخبرني الحسين ، محمد بن الحسن الثقفي ، حدّثنا محمد بن الحسن بن علي اليقطيني ، حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يزيد العقيلي ، حدّثنا صفوان بن صالح ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا عبدالعزيز بن الحصين عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة وعندها عجوز من بني عامر فقال : " من هذه العجوز عندك يا عائشة ؟ " قالت : إحدى خالاتي يا رسول الله فقال : " إن الجنة لا تدخلها عجوز " فبلغ ذلك من العجوز كل مبلغ ، فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت له عائشة ما لقيت العجوز فقال : " إنها إذا دخلت الجنة أُنشئت خلقاً آخر " " .

وأخبرني الحسين ، حدّثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين بن علي الرازي ، حدّثنا أبو علي الحسين بن إسماعيل الفارسي نزيل بخارى ، حدّثنا عيسى بن عمرو بن [ ميمون ] البخاري حدّثنا المسيب بن إسحاق ، حدّثنا عيسى بن موسى غنجار ، حدّثنا إسماعيل بن أبي زياد عن يونس بن عبيد عن الحسن " عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم إنها قالت : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً } . فقال : " يا أم سلمة ، هن اللواتي قُبضن في دار الدنيا عجائز شمطاً عمشاً رمصاً جعلهن الله عزّوجل بعد الكبر أتراباً على ميلاد واحد في الاستواء " " .

وأخبرني الحسين بن محمد ، حدّثنا موسى بن محمد ، حدّثنا الحسن بن علوية ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، حدّثنا المسيب بن شريك { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } .

قال : " هنَّ عجائز الدنيا أنشأهن الله عزّوجل خلقاً جديداً ، كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكاراً ، فلما سمعت عائشة قالت : وا وجعا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس هناك وجع " " .

وأخبرني الحسين ، حدّثنا محمد بن علي بن الحسن الصوفي أبو مسلم الكجّي ، حدّثنا حجاج ، حدّثنا مبارك ، حدّثنا الحسن بن أبي الحسن " إن إمرأة عجوزاً [ كبيرة ] أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة . قال : " يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها العجائز " فولت وهي تبكي .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إخبروها ليست يومئذ بعجوز فإن الله عزّوجل قال { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً } " " .

وبإسناد المسيب ، حدّثنا عبد الرحمن الأفريقي عن سعد بن مسعود قال : إذا دخلت الجنة نساء الدنيا فضّلن على الحور العين بصلاتهن في الدنيا .

وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الطيب ، حدّثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور ، حدّثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن الحرث الواسطي ببغداد ، حدّثنا خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي ، حدّثنا سفيان الثوري عن يزيد بن ابان عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً } قال : " عجائز كُنَّ في الدنيا عمشاً رمصاً فجعلهن إبكاراً " .

وقيل هي الحور العين .

أخبرنا ابن فنجويه ، حدّثنا عمر بن الخطاب ، حدّثنا محمد بن عبدالعزيز بن عبدالملك العثماني ، حدّثنا العباس ، حدّثنا الوليد عبدالله بن هارون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خلق الحور العين من تسبيح الملائكة فليس فيهن أذىً " قال الله عزّوجل { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً } عواشق لأزواجهن { أَتْرَاباً } .