مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{فَجَعَلۡنَٰهُنَّ أَبۡكَارًا} (36)

وقوله تعالى : { أبكارا } يدل على الثاني لأن الإنشاء لو كان بمعنى الابتداء لعلم من كونهن أبكارا من غير حاجة إلى بيان ولما كان المراد إحياء بنات آدم قال : { أبكارا } أي نجعلهن أبكارا وإن متن ثيبات ، فإن قيل : فما الفائدة على الوجه الأول ؟ نقول : الجواب من وجهين ( الأول ) أن الوصف بعدها لا يكون من غيرها إذا كن أزواجهم بين الفائدة لأن البكر في الدنيا لا تكون عارفة بلذة الزوج فلا ترضى بأن تتزوج من رجل لا تعرفه وتختار التزويج بأقرانها ومعارفها لكن أهل الجنة إذا لم يكن من جنس أبناء آدم وتكون الواحدة منهن بكرا لم تر زوجا ثم تزوجت بغير جنسها فربما يتوهم منها سوء عشرة فقال : { أبكارا } فلا يوجد فيهن ما يوجد في أبكار الدنيا ( الثاني ) المراد أبكارا بكارة تخالف بكارة الدنيا ، فإن البكارة لا تعود إلا على بعد .