الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَلَوۡلَآ إِن كُنتُمۡ غَيۡرَ مَدِينِينَ} (86)

{ فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } مملوكين ومحاسبين ومجزيين .

فإن قيل : فأين جواب قوله { فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ } وقوله { فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ } ؟

قلنا : قال الفراء : إنهما أُجيبا بجواب واحد ، وهو قوله { تَرْجِعُونَهَآ } وربما أعادت العرب الحرفين ومعناهما واحد فهذا من ذلك ، ومنه قوله

{ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } [ البقرة : 38 ] . أجيبا بجواب واحد ، وهما جزآن ومن ذلك قوله و

{ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ } [ آل عمران : 188 ] .

وقيل : في الآية تقديم وتأخير مجازها { فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ }