الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَلَوۡلَآ إِن كُنتُمۡ غَيۡرَ مَدِينِينَ} (86)

{ فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } أي : مملوكين أَذِلاَّءَ ، والمدين : المملوك ، هذا أَصَحُّ ما يقال في هذه اللفظة هنا ، ومَنْ عبَّرَ عنها بمُجَازَى أو بُمُحَاسَبٍ ، فذلك هنا قلق ، والمملوك مُقَلَّبٌ كيف شاء المالكُ ، ومن هذا الملك قول الأخطل :

رَبَتْ وَرَبَا فِي [ حَجْرِهَا ] ابن مَدِينَةٍ *** تَرَاهُ على مِسْحَاتِهِ يَتَرَكَّلُ

أراد ابن أَمَةٍ مملوكة ، وهو عبد يخدم الكرم ، وقد قيل في معنى البيت : إِنَّه أراد أَكَّاراً حضرياً ، فنسبه إلى المدينة ، فمعنى الآية : فهل لا ترجعون النفسَ البالغة الحلقوم إِنْ كنتم غير مملوكين مقهورين .