الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

{ فَرَوْحٌ } قرأ الحسن وقتادة ويعقوب : بضم الراء على معنى أن روحه تخرج في الريحان . قاله الحسن .

وقال قتادة : الروح الرحمة ، وقيل : معناه فحياة وبقاء لهم ، وذكر أنها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن نعيم ، أخبرنا الحسين بن أيوب ، أخبرنا علي بن عبدالعزيز ، أخبرنا أبو عبيد ، حدّثنا مروان بن معاوية عن أبي حماد الخراساني عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذا الحرف : ( فروح وريحان ) بضم الراء .

وباسناده عن أبي عبيد ، حدّثنا حجاج عن هارون وأخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا عمر ابن الحسن ، أخبرنا أحمد ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسين عن عبيد الله البصري عن هارون بن موسى المعلم أخبرني بديل بن ميسرة عن عبدالله بن شقيق عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ( فروح وريحان ) بضم الراء .

وقرأ الآخرون : بفتح الراء .

واختلفوا في معناه ، فقال ابن عباس ومجاهد : فراحة . سعيد بن جبير : فرح . الضحّاك : مغفرة ورحمة .

{ وَرَيْحَانٌ } قال ابن عباس : مستراح . مجاهد وسعيد بن جبير : رزق . قال مقاتل : هو بلسان حمير ، يقال : خرجت أطلب ريحان الله أي رزقه .

قال الربيع بن خثيم وابن زيد : ( فروح ) عند الموت ( وريحان ) يخبّأ له في الآخرة .

وقال الآخرون : هو الريحان المعروف الذي يُشمّ .

قال أبو العالية : لا يفارق أحد من المقربين الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمّه ثم يقبض .

و { وَجَنَّتُ نَعِيمٍ } قال أبو بكر الوراق : الرّوح : النجاة من النار ، والريحان : دخول دار القرار .

الترمذي : الروح : الراحة في القبر ، والريحان : دخول الجنة .

بسام بن عبد الله : الروح : السلامة ، والريحان : الكرامة .

شعر :الروح معانقة الأبكار والريحان موافقة الأبرار

بحران الروح كشف الغطاء والريحان الروية واللقاء .

وقيل : الروح : الراحة ، والريحان : النجاة من الآفة ، وقيل : الروح : الموت على الشهادة ، والريحان : نداء السعادة ، وقيل : الروح : كشف الكروب ، والريحان : غفران الذنوب ، وقيل : الروح : الثبات على الايمان ، والريحان : نيل الأمن والأمان .

وقيل : الروح فضلة ، والريحان : ( فضالة ) . وقيل : الروح تخفيف الحساب ، والريحان : تضعيف الثواب .

وقيل : الروح عفو بلا عتاب ، والريحان : رزق بلا حساب .

ويقال : { فَرَوْحٌ } للسابقين { وَرَيْحَانٌ } للمقتصدين { وَجَنَّتُ نَعِيمٍ } للطالبين .

وقيل : الروح لأرواحهم ، والريحان لقلوبهم والجنة لأبدانهم والحق لأسرارهم .