اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَلَوۡلَآ إِن كُنتُمۡ غَيۡرَ مَدِينِينَ} (86)

قوله : { فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } .

«إن كنتم » شرط ، جوابه محذوف عند البصريين لدلالة «فلولا » عليه ، أو مقدم عند من يرى ذلك كما تقدم تقريره{[55138]} .

والمعنى{[55139]} : فهلا كنتم غير محاسبين ، ولا مجزيين بأعمالكم ، ومنه قوله تعالى : { أَئنَّا لَمَدِينُونَ } [ الصافات : 53 ] ، أي : مجزيّون أو محاسبون . وقد تقدم .

وقيل : غير مملوكين ، ولا مقهورين .

قال الفراء وغيره : دِنْتُه ، ملكته .

قال الحطيئة : [ الوافر ]

لَقَدْ دُيِّنْتِ أمْرَ بَنِيكِ حَتَّى *** تَرَكْتِهِمُ أدَقَّ مِنَ الطَّحِينِ{[55140]}

يعني : مُلِّكْتِ .

ودانه : أي أذله واستعبده ، يقال : دنْتُه فدان .

ومنه دانت له البلاد والعباد ، وقد تقدم في «الفاتحة » عند قوله «يوم الدِّين » .


[55138]:تفسير سورة البقرة آية (23)، وانظر: الدر المصون 6/269.
[55139]:ينظر: القرطبي 17/150.
[55140]:ينظر ديوانه ص 26، واللسان (دين)، والقرطبي 17/150. ويروى: "لقد سوِّستِ" وعليها فلا شاهد.