الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{رَبِّ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ} (122)

فقالوا { رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ } .

قال عطاء : فكان رئيس السحرة بأقصى مدائن مصر وكانا أخوين فلمّا جاءهما رسول فرعون قالا لأُمّهما [ دلّينا ] على قبر أبينا فدلتهما عليه فأتياه فصاحا باسمه فأجابهما فقالا : إن الملك وجه إلينا رسولاً أن نقدم عليه ، لأنّه أتاه رجلان ليس معهما رجال ولا سلاح ولهما [ عزّ ومنعة ] وقد ضاق الملك ذرعاً من عزّهما ، ومعهما عصا إذا ألقياها لا يقوم لهما [ شيء ] تبلغ الحديد والحجر والخشب . فأجابهما أبوهما : انظرا إذا هما ناما فإنّ قدرتما أن تسلا العصا فسلاّها فإنّ الساحر لا يعمل سحره إذا نام ، وإن عملت العصا وهما نائمان فذلك أمر ربّ العالمين ، ولا طاقة لكما به ولا الملك ولا جميع أهل الدنيا ، فأتاهما في خفية وهما نائمان ليأخذا العصا فقصدتهما العصا قاله مقاتل .

قال موسى للساحر الأكبر : تؤمن بيّ إن غلبتك فقال لآتينَ بسحر لا يغلبه سحر ولئن غلبتني لأؤمنن بك وفرعون ينظر