الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالُوٓاْ أُوذِينَا مِن قَبۡلِ أَن تَأۡتِيَنَا وَمِنۢ بَعۡدِ مَا جِئۡتَنَاۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُهۡلِكَ عَدُوَّكُمۡ وَيَسۡتَخۡلِفَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ} (129)

{ قَالُواْ } يعني قوم موسى { أُوذِينَا } بقتل الأبناء واستخدام النساء والتسخير . { مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا } بالرسالة { وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } بالرسالة وإعادة القتل والتعذيب وأخذ الأموال والأتعاب في العمل .

قال وهب : كانوا أصنافاً في أعمال فرعون فأما ذوو القوة منهم فيسلخون السوابي من الجبال وقد [ . . . . . . . ] أعناقهم وعواتقهم وأيديهم ودبرت ظهورهم من قطع ذلك وقتله .

وطائفة أُخرى قد [ قرحوا ] من ثقل الحجارة وسير [ الليل ] له ، وطائفة يلبنون اللبن ويطنبون الأجر ، وطائفة نجارون وحدادون ، والضعفاء بينهم عليهم الخراج ضريبة يودون كانت ضربت عليه الشمس ، قيل : وإن يردى ضريبته غلت يده إلى عنقه شهراً ، وأما النساء فيقرن اختان وينسجنه فقال موسى ( عليه السلام ) لهم { عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ } فرعون { وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ } ويسكنكم مصر من بعدهم بالتسخير والاستعباد وهم بنو إسرائيل { مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا } يعني مصر والشام { الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } بالماء والأشجار والثمار وإنما ذكر بلفظ [ . . . . . ] .