الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلَّآ أَنۡ ءَامَنَّا بِـَٔايَٰتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتۡنَاۚ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَتَوَفَّنَا مُسۡلِمِينَ} (126)

{ وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ } قرأ العامّة بكسر القاف .

وقرأ الحسن وابن ( المحيصن ) بفتح القاف وهما لغتان نقَم ينقَم ونقم ينقِم .

قال الشاعر :

وما نقموا من بني أميّة إلا *** أنّهم يحلمون إن غضبوا

وقال الضحاك وغيره : يعني وما يطعن علينا . قال عطاء : ما لنا عندك من ذنب وما ارتكبنا منك مكروهاً تعذّبنا عليه { إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا } ثمّ [ فزعوا ] إلى الله عز وجل فقالوا { رَبَّنَآ أَفْرِغْ } اصبب { عَلَيْنَا صَبْراً } أُصبب علينا الصبر عند القطع والصلب حتّى لا نرجع كفاراً { وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } واقبضنا إليك على دين موسى ، فكانوا أول النهار كفاراً سحرة وآخره شهداء بررة .