جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَمَا تَسۡـَٔلُهُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ} (104)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لّلْعَالَمِينَ } .

يقول تعالى ذكره لمحمد صلى الله عليه وسلم : وما تسأل يا محمد هؤلاء ينكرون نبوّتك ويمتنعون من تصديقك والإقرار بما جئتهم به من عند ربك على ما تدعوهم إليه من إخلاص العبادة لربك وهجر عبادة الأوثان وطاعة الرحمن مِنْ أَجْرٍ يعني من ثواب وجزاء منهم ، بل إنما ثوابك وأجر عملك على الله ، يقول : ما تسألهم على ذلك ثوابا ، فيقولوا لك : إنما تريد بدعائك إيانا إلى اتباعك لننزل لك عن أموالنا إذا سألتنا ذلك ، وإذ كنت لا تسألهم ذلك فقد كان حقا عليهم أن يعلموا أنك إنما تدعوهم إلى ما تدعوهم إليه اتباعا منك لأمر ربك ونصيحة منك لهم ، وأن لا يستغشوك .

وقوله : إن هُوَ إلاّ ذِكْرٌ للعالَمِينَ يقول تعالى ذكره : ما هذا الذي أرسلك به ربك يا محمد من النبوّة والرسالة إلا ذكر ، يقول : إلا عظة وتذكير للعالمين ، ليتعظوا ويتذكروا به .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمَا تَسۡـَٔلُهُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ} (104)

ضمير الجمع في قوله : { وما تسألهم } عائد إلى الناس ، أي الذين أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم .

وجملة { إن هو إلا ذكر للعالمين } بمنزلة التعليل لجملة { وما تسألهم عليه من أجر } . والقصر إضافي ، أي ما هو إلا ذكر للعالمين لا لتحصيل أجرِ مبلّغه .

وضمير { عليه } عائد إلى القرآن المعلوم من قوله : { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك } [ يوسف : 102 ] .