وقوله تعالى : ( وما تسألهم عليه من أجر ) أي على ما تبلغ إليهم ، وتدعوهم إلى طاعة الله وجعل العبادة له وتوجيه الشكر إليه ، لا تسألهم على ذلك أجرا . فما الذي يمنعهم عن الإجابة لك والائتمار بأمرك ؟
هذا يدل أنه لا يجوز أخذ الأجر على الطاعات والعبادات [ حين نهاه ، وأمره أن ][ في الأصل وم : حيث نهى وأخبر أنه ] لا يسألهم على ما يبلغهم[ في الأصل وم : يبلغ إليهم ] أجرا ، وهو لم يتول تبليغ جميع ما أمره[ في الأصل وم : أمر ] بتبليغه بنفسه إلى الخلق كافة بقول : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس )الآية[ سبأ : 28 ] . ولكنه [ تولى التبليغ إلى البعض وولى البعض غيره بقوله صلى الله عليه وسلم ][ في الأصل وم : ولى بعضه غيره كقوله تعالى ] : «ألا فليبلغ الشاهد الغائب »[ البخاري105 ] .
[ فإنه إذا ][ في الأصل وم : فإذا ] لم يجز له أخذ الأجر فيما يبلغ هو فالذي كان مأمورا أن يبلغ عنه أيضا لا [ يجيز له ][ في الأصل وم : يجوز ] أن يأخذ الأجر [ على ][ ساقطة من الأصل وم ] ما يبلغ .
وفي قوله تعالى : ( وما تسألهم عليه من أجر ) وجهان :
أحدهما : أنه ليس يسألهم على الذي يبلغه ، ويدعوهم [ إليه ][ ساقطة من الأصل وم ] أجرا حتى يمنع بذل ذلك وثقله عن الإجابة .
والثاني : إخبار أن ليس له أن يأخذ وأن يجمع من الدنيا شيئا كقوله تعالى : ( لا تمدن عينيك )الآية[ الحجر : 88 ] .
ومعلوم أنه ( لا تمدن عينيك إلى ما ) لا يحل ، فيكون النهي [ عن أخذ غير ][ في الأصل وم : من أخذ ] المباح .
وقوله تعالى : ( إن هو إلا ذكر للعالمين ) أي هذا القرآن الذي تبلغهم ليس إلا ذكرى للعالمين ، وهو عظة للعالمين أو هو نفسه عظة وذكر للعالمين ؛ أعني النبي صلى الله عليه وسلم .
وقوله تعالى : ( إن هو إلا ذكر للعالمين ) أي شرف وذكرى لمن اتبعه ، [ وقام به ][ في الأصل وم : وما قام ] ، وهو ما ذكر في آية أخرى : ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب )[ ق : 37 ] وقوله : ( إن في ذلك لآية للمؤمنين )[ الحجر : 77 ] أي منفعة لمن اتبعه ، فعلى ذلك هذا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.