جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُمۡ يَعۡمَهُونَ} (4)

القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَخِرَةِ زَيّنّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ * أُوْلََئِكَ الّذِينَ لَهُمْ سُوَءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الاَخِرَةِ هُمُ الأخْسَرُونَ } .

يقول تعالى ذكره : إن الذين لا يصدّقون بالدار الاَخرة ، وقيام الساعة ، وبالمعاد إلى الله بعد الممات والثواب والعقاب زَيّنا لَهُمْ أعمالَهُمْ يقول : حببنا إليهم قبيح أعمالهم ، وسهّلنا ذلك عليهم فَهُمْ يَعْمَهُونَ يقول : فهم في ضلال أعمالهم القبيحة التي زيّناها لهم يتردّدون حيارى ، يحسبون أنهم يحسنون .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُمۡ يَعۡمَهُونَ} (4)

ثم ذكر تعالى الكفرة { الذين لا يؤمنون } بالبعث ، والإشارة إلى قريش ، وقوله { زينا لهم أعمالهم } يحتمل أن يريد أنه تعالى جعل عقابهم على كفرهم أن حتم عليهم الكفر وحبب إليهم الشرك ، وزينه بأن خلقه واخترعه في نفوسهم ، ومع ذلك اكتسابهم وحرصهم ، وهذا على أن تكون الأعمال المزينة كفرهم وطغيانهم ويحتمل أن الأعمال المزينة هي الشريعة التي كان الواجب أن تكون أعمالهم ، فأخبر الله تعالى على جهة الذكر لنقصهم أنه بفضله ونعمته زين الدين وبينه ، ورسم الأعمال والتوحيد لكن هؤلاء { يعمهون } ، ويعرضون ، والعمه : الحيرة والتردد في الضلال ،