نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُمۡ يَعۡمَهُونَ} (4)

ولما أفهم التخصيص أن ثم من يكذب بها وكان أمرها مركوزاً في الطباع ، لما عليها من الأدلة الباهرة في العقل والسماع ، تشوفت نفس السامع على سبيل التعجب إلى حالهم ، فقال مجيباً له مؤكداً تعجيباً ممن ينكر ذلك : { إن الذين لا يؤمنون } أي يوجدون الإيمان ويجددونه { بالآخرة زينا } أي بعظمتنا التي لا يمكن دفاعها { لهم أعمالهم } أي القبيحة ، حتى أعرضوا عن الخوف من عاقبتها مع ظهور قباحتها ، والإسناد إليه سبحانه حقيقي عند أهل السنة لأنه الموجد الحقيقي ، وإلى الشيطان مجاز سببي { فهم } أي فتسبب عن ذلك أنهم { يعمهون* } أي يخبطون خبط من لا بصيرة له اصلاً ويترددون في أودية الضلال ، ويتمادون في ذلك ، فهم كل لحظة في خبط جديد ، بعمل غير سديد ولا سعيد ، فإن العمه التحير والتردد كما هو حال الضال .