فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُمۡ يَعۡمَهُونَ} (4)

ثم لما ذكر سبحانه أهل السعادة ذكر بعدهم أهل الشقاوة فقال :{ إن الذين لا يؤمنون } أي : لا يصدقون بالبعث وهم الكفار .

{ زينا لهم أعمالهم } قيل : المراد أن الله زين لهم أعمالهم السيئة القبيحة بتركيب الشهوة فيهم ، حتى رأوها حسنة ، وقيل : المراد أن الله زين لهم الأعمال الحسنة وذكر لهم ما فيها من خيري الدنيا والآخرة فلم يبقوا ذلك . قال الزجاج : معنى الآية إنا جعلنا جزاءهم على كفرهم أن زينا لهم ما هم فيه بأن جعلناه مشتهى بالطبع محبوبا للنفس .

{ فهم يعمهون } أي يترددون فيها متحيرين على الاستمرار ، لا يهتدون إلى طريقه ، ولا يقفون على حقيقته ، لعدم إدراكهم قبحها في الواقع ، قيل : المعنى يتمادون ، قاله أبو العالية وقال قتادة : يلعبون . وعن الحسن : يتحيرون . وقيل : يداومون وينهمكون فيها ، ويستمرون . والمعاني متقاربة .