فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُمۡ يَعۡمَهُونَ} (4)

ثم لما ذكر سبحانه أهل السعادة ذكر بعدهم أهل الشقاوة ، فقال : { إِنَّ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة } ، وهم الكفار : أي لا يصدّقون بالبعث { زَيَّنَّا لَهُمْ أعمالهم } قيل المراد زين الله لهم أعمالهم السيئة حتى رأوها حسنة . وقيل المراد أن الله زين لهم الأعمال الحسنة ، وذكر لهم ما فيها من خيري الدنيا والآخرة ، فلم يقبلوا ذلك . قال الزجاج : معنى الآية أنا جعلنا جزاءهم على كفرهم أن زينا لهم ما هم فيه { فَهُمْ يَعْمَهُونَ } أي يتردّدون فيها متحيرين على الاستمرار لا يهتدون إلى طريقة ، ولا يقفون على حقيقة . وقيل معنى { يعمهون } يتمادون . وقال قتادة : يلعبون ، وفي معنى التحير قال الشاعر :

ومهمه أطرافه في مهمه *** أعمى الهدى الحائرين العمه