القول في تأويل قوله تعالى : { قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبّكَ هُوَ عَلَيّ هَيّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً * قَالَ رَبّ اجْعَل لِيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاّ تُكَلّمَ النّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً } .
يقول تعالى ذكره : قال الله لزكريا مجيبا له قالَ كَذلكَ يقول : هكذا الأمر كما تقول من أنّ امرأتك عاقر ، وأنك قد بلغت من الكبر العتيّ ، ولكن ربك يقول : خلْق ما بشّرتك به من الغلام الذي ذكرت لك أن اسمه يحيى عليّ هين ، فهو إذن من قوله : قالَ رَبّكَ هُوَ عَليّ هَيّنٌ كناية عن الخلق .
وقوله : وَقَدْ خلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ ولَمْ تَك شَيْئا يقول تعالى ذكره : وليس خلق ما وعدتك أن أهبه لك من الغلام الذي ذكرت لك أمره منك مع كبر سنك ، وعقم زوجتك بأعجب من خلقك ، فإني قد خلقتك ، فأنشأتك بشرا سويا من قبل خلقي ما بشرتك بأني واهبه لك من الولد ، ولم تك شيئا ، فكذلك أخلق لك الولد الذي بشرتك به من زوجتك العاقر ، مع عِتيك ووهن عظامك ، واشتعال شيب رأسك .
{ قال } أي الله تعالى أو الملك المبلغ للبشارة تصديقا له . كذلك الأمر كذلك ، ويجوز أن تكون الكاف منصوبة ب { قال } في : { قال ربك } وذلك إشارة إلى مبهم يفسره . { هو علي هين } ويؤيد الأول قراءة من قرأ " وهو على هين " أي الأمر كما قلت ، أو كما وعدت وهو على ذلك يهون علي ، أو كما وعدت وهو علي هين لا أحتاج فيما أريد أن أفعله إلى الأسباب ، ومفعول قال الثاني محذوف . { وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا } بل كنت معدوما صرفا ، وفيه دليل على أن المعدوم ليس بشيء ، وقرأ حمزة والكسائي " وقد خلقناك " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.