جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{وَمَامِنَّآ إِلَّا لَهُۥ مَقَامٞ مَّعۡلُومٞ} (164)

وقوله : ( وَما مِنّا إلاّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ ) وهذا خبر من الله عن قِيل الملائكة أنهم قالوا : وما منا معشر الملائكة إلا من له مقام في السماء معلوم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، في قوله : ( وَما مِنّا إلاّ لَهُ مُقامٌ مَعْلُومٌ ) : قال : الملائكة .

حدثني يونس ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ في قوله : وَما مِنّا إلاّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ قال الملائكة .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَما مِنّا إلاّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ هؤلاء الملائكة .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( وَإنّا لَنَحْنُ الصّافّونَ وَإنّا لَنَحْنُ المُسَبّحُونَ ) كان مسروق بن الأجدع يروي عن عائشة أنها قالت : قال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم : «ما فِي سَماءِ الدّنيْا مَوْضِعُ قَدَمٍ إلاّ عَلَيهِ مَلَكٌ ساجِدٌ أوْ قَائمٌ » . فذلك قول الملائكة : ( وَما مِنّا إلاّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ وَإنّا لَنَحْنُ الصّافُونَ وَإنّا لَنَحْنُ المُسَبّحُونَ ) .

حدثني موسى بن إسحاق الحَبَئيّ المعروف بابن القوّاس ، قال : حدثنا يحيى بن عيسى الرملي ، عن الأعمش عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الدنيا ، لأفسدت على الناس معايشهم ، وإن ناركم هذه لتعوّذ من نار جهنم .

حدثنا موسى بن إسحاق ، قال : حدثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، قال : قال عبد الله بن مسعود : إن ناركم هذه لما أنزلت ، ضُرِبت في البحر مرّتين ففترت ، فلولا ذلك لم تنتفعوا بها .