تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَمَامِنَّآ إِلَّا لَهُۥ مَقَامٞ مَّعۡلُومٞ} (164)

160

164 – { وما منا إلا له مقام معلوم } .

هذا من قول الملائكة تنزيهّا لله أن تكون له بنات من الملائكة ، حيث تقول الملائكة : نحن مطيعون لله ، ملتزمون بمنازلنا ودرجاتنا في طاعة الله وتنفيذ أوامره ، لا نعصى له أمرا ، ونفعل ما يأمرنا به ، ولا نتقدم أو نتأخر عن الموقع الذي يضعنا فيه ، فنحن خدم مخلصون ، وعبيد مطيعون ، ملتزمون بمنزلتنا .

والآية تشير إلى أن الملك لا يتعدى مقامه على ما فوقه ، ولا يهبط عنه إلى ما دونه .

قال مقاتل :

هذه الثلاث آيات : { وما منا إلا له مقام معلوم } . وما بعدها ، نزلت و رسول الله عند سدرة المنتهى ، فتأخر جبريل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أهنا تفارقني " ؟ فقال : ما أستطيع أن أتقدم من مكاني ، وأنزل الله تعالى حكاية عن قول الملائكة : { وما منا إلا له مقام معلوم . . . } إلى آخر الآيات .