جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَامِنَّآ إِلَّا لَهُۥ مَقَامٞ مَّعۡلُومٞ} (164)

{ وما منا } : أحد { إلا له مقام معلوم } : في السماوات يعبد الله فيه لا يتجاوزه ، أو في القربة ، والمعرفة ، وهذا حكاية اعتراف الملائكة بالعبودية ردا على عبدتهم ، وقيل من قوله : سبحان الله من كلام الملائكة كأنه قال : ولقد علمت الملائكة أن القائلين بذلك معذبون قائلين سبحان الله عما يصفون ، لكن عباد الله المخلصين برآء مما يصفونه ، ثم التفتوا إلى الكفرة ، وجاءوا بالفاء الجزائية أي : إذا صح أنكم مفترون ، والله منزه فاعلموا أنكم وآلهتكم لا تقدرون على أن تفتنوا على الله عباده إلا أشقياء مثلكم ، ثم رجعوا من الاحتجاج وأظهروا العبودية واعترفوا بها .