فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَامِنَّآ إِلَّا لَهُۥ مَقَامٞ مَّعۡلُومٞ} (164)

{ وَمَا مِنَّا } في الكلام حذف والتقدير وما منا أحد أو وما منا ملك .

{ إِلا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } في عبادة الله ، وقيل : التقدير وما منا إلا من له مقام معلوم ، رجح البصريون التقدير الأول ، ورجح الكوفيون الثاني . قال الزجاج هذا قول الملائكة وفيه مضمر ، والمعنى وما منا ملك إلا له مقام معلوم يعبد ربه فيه لا يتجاوزه ، وقيل : مقام معلوم في القربة والمشاهدة ، وقيل : يعبد الله على مقامات مختلفة كالخوف والرجاء والمحبة والرضاء ، والأول أولى ، وقيل : هو من كلام النبي والمؤمنين ، أي وما منا إلا له مقام معلوم في الجنة أو بين يدي الله في القيامة ، وفيه بعد