جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ} (11)

القول في تأويل قوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنّ اللّهَ مَوْلَى الّذِينَ آمَنُواْ وَأَنّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَىَ لَهُمْ * إِنّ اللّهَ يُدْخِلُ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَالّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأنْعَامُ وَالنّارُ مَثْوًى لّهُمْ } .

يقول تعالى ذكره : هذا الفعل الذي فعلنا بهذين الفريقين : فريق الإيمان ، وفريق الكفر ، من نُصرتنا فريق الإيمان بالله ، وتثبيتنا أقدامِهم ، وتدميرنا على فريق الكفر بأنّ الله مَوْلى الّذِين آمَنُوا يقول : من أجل أن الله وليّ من آمن به ، وأطاع رسوله . كما :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : ذلك بأنّ الله مَوْلى الّذِين آمَنُوا قال : وليهم .

وقد ذُكر لنا أن ذلك في قراءة عبد الله «ذلك بأنّ الله ولِيّ الّذِين آمَنُوا » و«أن » التي في المائدة التي هي في مصاحفنا إنّمَا ولِيّكُمُ اللّهُ ورسُولُهُ : «إنّمَا مَوْلاكُمُ اللّهُ » في قراءته .

وقوله : وأنّ الكافِرِين لا مَوْلى لهُمْ يقول : وبأن الكافرين بالله لا وليّ لهم ، ولا ناصر .