نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ} (11)

ولما بين أن يعلي أولياءه ويذل أعداءه ، بين علته{[59449]} فقال : { ذلك } أي الأمر العظيم الذي فعله بالفريقين { بأن الله } أي بسبب أن الملك الأعظم المحيط بصفات الكمال { مولى الذين آمنوا } أي القريب من المصدقين به المرضين له ، فهو{[59450]} يفعل معهم بما له من الجلال والجمال ما يفعل القريب بقريبه الحبيب له ، قال القشيري : ويصح أن يقال : أرجى آية في كتاب الله هذه الآية لأنه لم يقل : الزهاد والعباد وأصحاب الأوراد والاجتهاد . يعني بل ذكر أدنى أسنان أهل الإيمان . { وأن الكافرين } أي العريقين في هذا الوصف { لا مولى لهم * } بهذا المعنى ، لأنهم {[59451]}بعيدون من{[59452]} الله {[59453]}الذي لا يعبد على الحقيقة إلا هو{[59454]} ، فلا ينفعهم قرب قريب أصلاً-{[59455]} وإن كان-{[59456]} الله مولاهم بغير هذا المعنى بل بمعنى أنه سيدهم ومالكهم ، وفيه إيماء إلى أنه سبحانه وتعالى ولي من لم يكن عريقاً في الكفر فيخرجه من الظلمات إلى النور{[59457]} .


[59449]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: علة ذلك.
[59450]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فهل.
[59451]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: يعبدون دون-كذا.
[59452]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: يعبدون دون –كذا.
[59453]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59454]:سقط ما بين الرقمين من ظ وم ومد.
[59455]:زيد من م ومد.
[59456]:زيد من ظ و م ومد.
[59457]:زيد في الأصل: سبحانه، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.