التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ} (11)

واسم الإِشارة فى قوله - سبحانه - { ذَلِكَ بِأَنَّ الله مَوْلَى الذين آمَنُواْ وَأَنَّ الكافرين لاَ مولى لَهُمْ } . أى : ذلك التدمير والإِهلاك الذى حل بالمكذبين ، بسبب أن الله - تعالى - هو ولى المؤمنين وناصرهم ومؤيدهم . . . أما الكافرون فلا مولى لهم ينصرهم أو يدفع عنهم ما حل بهم من دمار وخسران .

فالمراد بالمولى هنا : الناصر والمعين ، وأن نصرته - تعالى - هى للمؤمنين خاصة . ولا ينقاض هذا قوله - تعالى - فى آية أخرى : { ثُمَّ ردوا إلى الله . . . } لأن المراد بقوله : { مَوْلاَهُمُ الحق } إلههم الحق ، ومالكهم الحق ، وخالقهم وخالق كل شئ .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ} (11)

ثم قال : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ } ، ولهذا لما قال أبو سفيان صخرُ بن حرب رئيس المشركين يوم أحد حين سأل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن أبي بكر وعمر فلم يجب ، وقال : أما هؤلاء فقد هلكوا ، وأجابه عمر بن الخطاب فقال : كذبت يا عدو الله ، بل أبقى الله لك ما يسوؤك ، وإن الذين عَدَدت لأحياء [ كلهم ] {[26635]} . فقال أبو سفيان : يوم بيوم بدر ، والحرب سِجال ، أما إنكم ستجدون مُثْلَةً لم آمر بها ولم تسؤني ، ثم ذهب يرتجز ويقول : اعل هُبَل ، اعل هبل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا تجيبوه ؟ " قالوا : يا رسول الله ، وما نقول ؟ قال : " قولوا : الله أعلى وأجلّ " ثم قال أبو سفيان : لنا العزى ، ولا عُزّى لكم . فقال : " ألا تجيبوه ؟ " قالوا : وما نقول يا رسول الله ؟ قال : " قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم " {[26636]} .


[26635]:- (1) زيادة من أ.
[26636]:- (2) رواه البخاري في صحيحه برقم (4043) من حديث البراء رضي الله عنه.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ} (11)

القول في تأويل قوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنّ اللّهَ مَوْلَى الّذِينَ آمَنُواْ وَأَنّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَىَ لَهُمْ * إِنّ اللّهَ يُدْخِلُ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَالّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأنْعَامُ وَالنّارُ مَثْوًى لّهُمْ } .

يقول تعالى ذكره : هذا الفعل الذي فعلنا بهذين الفريقين : فريق الإيمان ، وفريق الكفر ، من نُصرتنا فريق الإيمان بالله ، وتثبيتنا أقدامِهم ، وتدميرنا على فريق الكفر بأنّ الله مَوْلى الّذِين آمَنُوا يقول : من أجل أن الله وليّ من آمن به ، وأطاع رسوله . كما :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : ذلك بأنّ الله مَوْلى الّذِين آمَنُوا قال : وليهم .

وقد ذُكر لنا أن ذلك في قراءة عبد الله «ذلك بأنّ الله ولِيّ الّذِين آمَنُوا » و«أن » التي في المائدة التي هي في مصاحفنا إنّمَا ولِيّكُمُ اللّهُ ورسُولُهُ : «إنّمَا مَوْلاكُمُ اللّهُ » في قراءته .

وقوله : وأنّ الكافِرِين لا مَوْلى لهُمْ يقول : وبأن الكافرين بالله لا وليّ لهم ، ولا ناصر .