التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ} (23)

وقوله - سبحانه - { إِلاَّ مَن تولى وَكَفَرَ . فَيُعَذِّبُهُ الله العذاب الأكبر } كلام معترض بين قوله : { فذكر . . } وبين قوله - تعالى - بعد ذلك : { إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ } والاستثناء فيه استثناء منقطع ، و " إلا " بمعنى لكن ، و " مَنْ " موصولة مبتدأ . . والخبر . " فيعذبه الله العذاب الأكبر " .

أى : داوم - أيها الرسول الكريم - على التذكير . . لكن من تولى وأعرض عن تذكيرك وإرشادك ، وأصر على كفره ، فنحن الذين سنتولى تعذيبهم تعذيبا شديدا .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ} (23)

ولكن إذا كان هذا هو حد الرسول ، فإن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد . ولا يذهب المكذبون ناجين ، ولا يتولون سالمين . إن هنالك الله وإليه تصير الأمور :

( إلا من تولى وكفر . فيعذبه الله العذاب الأكبر ) . .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ} (23)

وقوله : { إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر } معترض بين جملة { لست عليهم بمصيطر } وجملة : { إن إلينا إيابهم } [ الغاشية : 25 ] والمقصود من هذا الاعتراض الاحتراس من توهمهم أنهم أصبحوا آمنين من المؤاخذة على عدم التذكر .

فحرف { إلا } للاستثناء المنقطع وهو بمعنى الاستدراك .

والمعنى : لكن من تولى عن التذكر ودام على كفره يعذبه الله العذاب الشديد .