التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ} (11)

واسم الإِشارة فى قوله - سبحانه - { ذَلِكَ بِأَنَّ الله مَوْلَى الذين آمَنُواْ وَأَنَّ الكافرين لاَ مولى لَهُمْ } . أى : ذلك التدمير والإِهلاك الذى حل بالمكذبين ، بسبب أن الله - تعالى - هو ولى المؤمنين وناصرهم ومؤيدهم . . . أما الكافرون فلا مولى لهم ينصرهم أو يدفع عنهم ما حل بهم من دمار وخسران .

فالمراد بالمولى هنا : الناصر والمعين ، وأن نصرته - تعالى - هى للمؤمنين خاصة . ولا ينقاض هذا قوله - تعالى - فى آية أخرى : { ثُمَّ ردوا إلى الله . . . } لأن المراد بقوله : { مَوْلاَهُمُ الحق } إلههم الحق ، ومالكهم الحق ، وخالقهم وخالق كل شئ .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ} (11)

( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا ، وأن الكافرين لا مولى لهم ) . .

ومن كان الله مولاه وناصره فحسبه ، وفيه الكفاية والغناء ؛ وكل ما قد يصيبه إنما هو ابتلاء وراءه الخير ، لا تخليا من الله عن ولايته له ، ولا تخلفا لوعد الله بنصر من يتولاهم من عباده . ومن لم يكن الله مولاه فلا مولى له ، ولو اتخذ الإنس والجن كلهم أولياء . فهو في النهاية مضيع عاجز ؛ ولو تجمعت له كل أسباب الحماية وكل أسباب القوة التي يعرفها الناس !

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ} (11)

{ ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا } ناصرهم على أعدائهم . { وأن الكافرين لا مولى لهم } فيدفع العذاب عنهم وهو لا يخالف قوله : { وردوا إلى الله مولاهم الحق } فإن المولى فيه بمعنى المالك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ} (11)

وقولهم : { ذلك بأن } ابتداء وخبر في «أن » وما عملت فيه . والمولى : الناصر الموالي ، وفي مصحف عبد الله بن مسعود : «ذلك بأن الله ولي الذين آمنوا » . وقال قتادة : إن هذه الآية نزلت يوم أحد ومنها انتزع رسول الله صلى الله عليه وسلم رده على أبي سفيان حين قال له : «قولوا الله مولانا ولا مولى لكم » .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ} (11)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قول تعالى ذكره: هذا الفعل الذي فعلنا بهذين الفريقين: فريق الإيمان، وفريق الكفر، من نُصرتنا فريق الإيمان بالله، وتثبيتنا أقدامِهم، وتدميرنا على فريق الكفر "بأنّ الله مَوْلى الّذِين آمَنُوا "يقول: من أجل أن الله وليّ من آمن به، وأطاع رسوله. وقوله: "وأنّ الكافِرِين لا مَوْلى لهُمْ" يقول: وبأن الكافرين بالله لا وليّ لهم، ولا ناصر.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي ذلك الذي ذكر لهم لأجل أن الله ناصر الذين اتبعوا أمره، وآمنوا به، وصدّقوه، فدفع العذاب عنهم باتباعهم أمره، وأن الكافرين ليس هو بناصر لهم لتركهم اتباع أمره وتصديقهم إياه، فلم يدفع العذاب عنهم. أو يقول {ذلك} أي دفع العذاب عن الذين آمنوا لما أن الله تولّى أمورهم، وعصمهم، وأنه لم يتولّ أمور الكفرة، أي لم يعصمهم، وخذلهم، وتركهم على ما اختاروا لعلمه باختيارهم ما اختاروا من التكذيب، وتولّى المؤمنين، وعصمهم لعلمه بما يختارون من التصديق والاتباع له، والله أعلم...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

المولى هنا بمعنى الناصر؛ فاللَّهُ ناصرٌ للذين آمنوا، وأمَّا الكافرون فلا ناصرَ لهم. أو الموْلى من الموالاة وهي ضد المعاداة، فيكون بمعنى المحب؛ فهو مولى الذين آمنوا أي مُحِبُّهم، وأما الكافرون فلا يحبهم الله... ويصح أن يقالَ إنَّ هذه أرجى آية في القرآن؛ ذلك بأنه سبحانه يقول: {بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُواْ} ولم يقل: مولى الزهَّادِ والعُبَّادِ وأصحاب الأورادِ والاجتهادِ؛ فالمؤمنُ -وإنْ كان عاصياً- من جملة الذين آمنوا...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{ذلك} يحتمل أن يكون إشارة إلى النصر وهو اختيار جماعة ذكره الواحدي...

. {ذلك} أي الإهلاك والهوان بسبب أن الله تعالى ناصر المؤمنين، والكافرون اتخذوا آلهة لا تنفع ولا تضر، وتركوا الله فلا ناصر لهم ولا شك أن من ينصره الله تعالى يقدر على القتل والأسر وإن كان له ألف ناصر فضلا عن أن يكون لا ناصر لهم، فإن قيل كيف الجمع بين قوله تعالى {لا مولى لهم} وبين قوله {مولاهم الحق} نقول المولى ورد بمعنى السيد والرب والناصر فحيث قال: {لا مولى لهم} أراد لا ناصر لهم، وحيث قال: {مولاهم الحق} أي ربهم ومالكهم...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ذلك} أي الأمر العظيم الذي فعله بالفريقين {بأن الله} أي بسبب أن الملك الأعظم المحيط بصفات الكمال {مولى الذين آمنوا} أي القريب من المصدقين به المرضين له، فهو يفعل معهم بما له من الجلال والجمال ما يفعل القريب بقريبه الحبيب له... {وأن الكافرين} أي العريقين في هذا الوصف {لا مولى لهم} بهذا المعنى، لأنهم بعيدون من الله الذي لا يعبد على الحقيقة إلا هو، فلا ينفعهم قرب قريب أصلاً- وإن كان- الله مولاهم بغير هذا المعنى بل بمعنى أنه سيدهم ومالكهم، وفيه إيماء إلى أنه سبحانه وتعالى ولي من لم يكن عريقاً في الكفر فيخرجه من الظلمات إلى النور.

تيسير التفسير لاطفيش 1332 هـ :

{ذلِكَ} المذكور من ثبوت أمثال عقوبة الأمم السابقة، أو أمثال عاقبة الأمم السابقة، وهذا أولى من أن يقال: الاشارة الى النصر، ويجوز أن تكون الاشارة الى ذلك كله...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ومن كان الله مولاه وناصره فحسبه، وفيه الكفاية والغناء؛ وكل ما قد يصيبه إنما هو ابتلاء وراءه الخير، لا تخليا من الله عن ولايته له، ولا تخلفا لوعد الله بنصر من يتولاهم من عباده. ومن لم يكن الله مولاه فلا مولى له، ولو اتخذ الإنس والجن كلهم أولياء. فهو في النهاية مضيع عاجز؛ ولو تجمعت له كل أسباب الحماية وكل أسباب القوة التي يعرفها الناس!...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل} [محمد: 3] وقوله: {ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم} [محمد: 4]. واسم الإشارة منصرف إلى مضمون قوله: {وللكافرين أمثالها} [محمد: 10] بتأويل: ذلك المذكور، لأنه يتضمن وعيداً للمشركين بالتدمير، وفي تدميرهم انتصار للمؤمنين على ما لَقُوا منهم من الأضرار، فأفيد أن ما توعدهم الله به مسبب على أن الله نصير الذين آمنوا وهو المقصود من التعليل وما بعده تتميم...

والمولى، هنا: الولي والناصر. والمعنى: أن الله ينصر الذين ينصرون دينه وهم الذين آمنوا ولا ينصر الذين كفروا به، فأشركوا معه في إلهيته وإذا كان لا ينصرهم فلا يجدون نصيراً لأنه لا يستطيع أحد أن ينصرهم على الله، فنفي جنسُ المولى لهم بهذا المعنى من معاني المولى. فقوله: {وأن الكافرين لا مولى لهم} أفاد شيئين: أن الله لا ينصرهم، وأنه إذا لم ينصرهم فلا ناصر لهم،...