التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ} (54)

وبعد أن اكتمل عددهم ، أخذ فى التهوين من شأن موسى ومن معه فقال : { إِنَّ هؤلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ } .

والشرذمة : الطائفة القليلة من الناس - وخصها بعضهم بالأخساء والسفلة منهم .

ومنه قولهم : هذا ثوب شرذام ، وثياب شرذام ، أى : رديئة متقطعة .

أى : إن هؤلاء الذين خرجوا بدون إذنى وإذنكم ، لطائفة قليلة من الناس الذين هم بمنزلة العبيد والخدم لى ولكم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ} (54)

10

ولا بد إذن من التهوين من شأن المؤمنين :

( إن هؤلاء لشرذمة قليلون ) !

ففيم إذن ذلك الاهتمام بأمرهم ، والاحتشاد لهم وهم شرذمة قليلون !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ} (54)

ونادى فيهم : { إِنَّ هَؤُلاءِ } - يعني : بني إسرائيل - { لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ } أي : لطائفة قليلة .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ} (54)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم قال فرعون: {إن هؤلاء} يعني: بني إسرائيل {لشرذمة} يعني: عصابة {قليلون}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 53]

يقول تعالى ذكره: فأرسل فرعون في المدائن يحشر له جنده وقومه، ويقول لهم إنّ هَؤُلاءِ يعني بهؤلاء: بني إسرائيل لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ يعني بالشرذمة: الطائفة والعصبة الباقية من عصب جبيرة، وشرذمة كل شيء: بقيته القليلة...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{إِنَّ هَؤُلآءِ} محكي بعد قول مضمر. والشرذمة: الطائفة القليلة. ومنها قولهم: ثوب شراذم، للذي بلي وتقطع قطعاً، ذكرهم بالاسم الدال على القلة. ثم جعلهم قليلاً بالوصف، ثم جمع القليل فجعل كل حزب منهم قليلاً، واختار جمع السلامة الذي هو للقلة، وقد يجمع القليل على أقلة وقلل. ويجوز أن يريد بالقلة: الذلة والقماءة، ولا يريد قلة العدد.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ثم إنه قوى نفسه ونفس أصحابه بأن وصف قوم موسى بوصفين من أوصاف الذم، ووصف قوم نفسه بصفة المدح، أما وصف قوم موسى عليه السلام بالذم.

فالصفة الأولى: قوله: {إن هؤلاء لشرذمة قليلون}... والمعنى: أنهم لقلتهم لا يبالى بهم ولا يتوقع غلبتهم وعلوهم...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{إن هؤلاء} إشارة بأداة القرب تحقيراً لهم إلى أنهم في القبضة وإن بعدوا، لما بهم من العجز، وبآل فرعون من القوة، فليسوا بحيث يخاف قوتهم ولا ممانعتهم {لشرذمة} أي طائفة وقطعة من الناس.

ولما كانت قلتهم إنما هي بالنسبة إلى كثرة آل فرعون وقوتهم وما لهم عليهم من هيبة الاستعباد، وكان التعبير بالشرذمة موهماً لأنهم في غاية القلة، أزال هذا الوهم بالتعبير بالجمع دون المفرد ليفيد أنه خبر بعد خبر، لا صفة، وأن التعبير بالشرذمة إنما هو للإشارة إلى تفرق القلوب، والجمع ولا سيما ما للسلامة مع كونه أيضاً للقلة أدل على أنهم أوزاع، وفيه أيضاً إشارة إلى أنهم مع ضعفهم بقلة العدد آيسون من إسعاف بمدد. وليس لهم أهبة لقتال لعدم العدة لأنهم لم يكونوا قط في عداد من يقاتل كما تقول لمن تزدريه: هو أقل من أن يفعل كذا، فقال: {قليلون} أي بالنسبة إلى ما لنا من الجنود التي لا تحصى وإن كانوا في أنفسهم كثيرين، فلا كثرة لهم تمنعكم أيها المحشورون من اتباعهم...

وكل هذا بيان لأن فرعون مع تناهي عظمته لم يقدر على أثرٍ ما في موسى عليه السلام ولا من اتبعه تحقيقاً لما تقدم من الوعد به أول القصة.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ولا بد إذن من التهوين من شأن المؤمنين:

(إن هؤلاء لشرذمة قليلون)!

ففيم إذن ذلك الاهتمام بأمرهم، والاحتشاد لهم وهم شرذمة قليلون!