التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (45)

ثم بين - سبحانه - ما اقتضته حكمته وعدالته فقال : { لِيَجْزِيَ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الكافرين } .

أى : فعل ما فعل - سبحانه - من تقسيم الناس إلى فريقين ، ليجزى الذين آمنوا عملوا الأعمال الصالحات ، الجزاء الحسن الذى يستحقونه ، وليعطيهم العطاء الجزيل من فضله ، لأنه بحبهم ، أما الكافرون ، فإنه - سبحانه - لا يحبهم ولا يرضى عنهم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (45)

القول في تأويل قوله تعالى : { لِيَجْزِيَ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنّهُ لاَ يُحِبّ الْكَافِرِينَ } .

يقول تعالى ذكره : يومئذ يصّدّعون . . . لِيَجزيَ الّذِينَ آمَنُوا بالله ورسوله وعَمِلُوا الصّالِحاتِ يقول : وعملوا بما أمرهم الله مِنْ فَضْلِهِ الذي وعد من أطاعه في الدنيا أن يجزيه يوم القيامة إنّهُ لا يُحِبّ الكافِرِينَ يقول تعالى ذكره : إنما خصّ بجزائه من فضله الذين آمنوا وعملوا الصالحات دون من كفر بالله ، إنه لا يحبّ أهل الكفر به . واستأنف الخبر بقوله إنّه لا يُحِبّ الكافِرِينَ وفيه المعنى الذي وصفت .