الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱلَّذِيٓ أَطۡمَعُ أَن يَغۡفِرَ لِي خَطِيٓـَٔتِي يَوۡمَ ٱلدِّينِ} (82)

وأوقف عليه السلام نفسه على الطمع في المغفرة ، وهذا دليل على شِدَّةِ خوفه مع عُلُوِّ منزلته عند اللّه ، وروى الترمذيُّ عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَادَ مَرِيضاً أَوْ زَارَ أَخَا لَهُ في اللّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ : أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ ، وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلاً ) ، قال أبو عيسى : هذا حديثٌ حَسَنَ ، انتهى . وفي «صحيح مسلم » عن ثوبانَ مولى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عن رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَنْ عَادَ مَرِيضاً لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الجنة حَتَّى يَرْجِعَ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللّهِ ، وَمَا خُرْفَةُ الجَنَّةِ ؟ قال : جَنَاهَا ) انتهى . وعنه صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَادَ مَرِيضاً لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ ، فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ : أَسْأَلُ اللّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفَيَكَ إلاَّ عَافَاهُ اللّهُ سُبْحَانَهُ ) خرجه أبو داود ، والترمذيُّ ، والحاكم في «المُسْتَدْرَكِ على الصحيحين » بالإسناد الصحيح ، انتهى من «حلية النوويِّ » .

وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ عَادَ مَرِيضاً لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ ، فَقَالَ عِنْدَ رَأْسِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ : أَسْأَلُ اللّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفَيَكَ إلاَّ عَافَاهُ اللّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ ) رواه أبو داودَ واللفظ له ، والترمذيُّ والنسائِيُّ والحاكم وابن حِبَّان في «صحيحيهما » بمعناه ، وقال الحاكم : صحيحٌ على شرط الشيخَيْنِ ، يعني : البخاريَّ ومُسْلِماً ، وفي رواية النسائيِّ وابن حِبَّانَ : ( كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا عَادَ الْمَرِيضَ ، جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، ثُمَّ قَالَ ) ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ بمعناه انتهى من «السلاح » .

وقوله : { خَطِيئَتِي } [ الشعراء : 82 ] .

ذهب أكثرُ المفسرين إلى : أَنَّهُ أراد كَذَباتِهِ الثلاثَ ، قوله : هي أختي في شأن سارة ، وقوله : { إِنِّي سَقِيمٌ } [ الصافات : 89 ] .

وقوله : { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ } [ الأنبياء : 63 ] وقالت فرقة : أراد بالخطيئة اسم الجنس ، فدعا في كل أمره من غير تعيين .

قال ( ع ) : وهذا أظهر عندي .