{ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي } هضما لنفسه . وتعليما للأمة أن يجتنبوا المعاصي ويكونوا على حذر . وطلب أن يغفر لهم ما يفرط منهم ، وتكرير الموصول في المواضع الثلاثة المعطوفة للإيذان بأن كل واحد من تلك الصلات نعت جليل مستقل في إيجاب الحكم . قيل : إن الطمع هنا بمعنى اليقين في حقه . وبمعنى الرجاء في حق سواه .
وقرئ { خطايا } لأنها ليست خطيئة واحدة . قال النحاس خطيئة بمعنى خطايا في كلام العرب ، قال مجاهد يعني بخطيئته قوله : { بل فعله كبيرهم هذا } ، وقوله : { إني سقيم } ، وقوله إن سارة أخته زاد الحسن وقوله للكوكب : هذا ربي . وحكى الواحدي عن المفسرين أنهم فسروا الخطايا بما فسر بها مجاهد .
قال الزجاج : الأنبياء بشر ويجوز أن تقع عليهم الخطيئة إلا أنهم لا تكون منهم الكبيرة لأنهم معصومون { يَوْمَ الدِّينِ } أي يوم الجزاء للعباد بأعمالهم ، ولا يخفى أن تفسير الخطايا بما ذكره مجاهد ومن معه ضعيف ، فإن تلك معاريض ، وهي أيضا إنما صدرت عنه بعد هذه المقاولة الجارية بينه وبين قومه .
وعن عائشة قالت : قلت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المساكين أكان ذلك نافعا له ؟ قال لا ينفعه ، إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين . وهذا كله احتجاج من إبراهيم على قوله إنه لا يصلح للإلهية إلا من يفعل هذه الأفعال
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.