وقوله تعالى : { واضرب لَهُم مَّثَلاً أصحاب القرية } الآية ، رُوِي عَنْ ابن عباس والزهري وعكرمة : أن القريةَ هنا هي أنطاكيَّة ، واخْتُلِفَ في هؤلاء المُرْسَلِينَ ؛ فقال قتادة وغيره : كانوا من الحواريِّينَ الذين بعثهم عيسى حِين رُفِعَ ، وصُلِبَ الذي أُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُهُ ، فَتَفَرَّقَ الحواريُّونَ في الآفاق ، فَقَصَّ اللَّه تعالى هنا قصَّةَ الذين نَهَضُوا إلى أنْطَاكيَّة ، وقالت فرقة : بل هؤلاء أنبياءٌ مِن قِبَل اللَّهِ عزّ وجلّ .
قال ( ع ) : وهذا يُرَجِّحُهُ قَوْلُ الكَفَرَةَ { مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } فإنها محاورةٌ إنما تقال لمن ادَّعى الرِّسَالَةَ من اللَّه تعالى ، والآخرُ مُحْتَمَلٌ ، وذَكِرَ المفسرون في قَصَص الآيةِ أشياء يَطُولُ ذِكْرُها والصِّحَّةُ فيها غَيْر مُتَيَقَّنَةٍ ، فَاخْتَصَرْتُه واللاَّزِمُ مِنَ الآيةِ أنَّ اللَّه تعالى بَعَثَ إلَيْهَا رَسُولَيْنِ ، فَدَعَيَا أهلَ القَرْيَةِ إلى عبادةِ اللَّهِ وتوحيدِه ، فَكَذَّبُوهُما فَشَدَّدَ اللَّهُ أمرهما بثالثٍ ، وقامت الحجةُ على أهلِ القريةِ ، وآمن منهم الرجلُ الذي جاءَ يسعى ، وقتلوه في آخر أمره وكفروا ، وأصابتْهم صيحةٌ مِن السَّمَاء فَخَمَدُوا ، وقرأ الجمهُور : ( فَعَزَّزْنا ) بِشَدِّ الزاي ، على معنى : قَوَّيْنَا . وشَدَّدْنَا ؛ وبهذا فسّره مجاهد وغيره ، وهذه الأمة أنكرت النبوَّاتِ بقولِها : { وَمَا أَنَزلَ الرحمن مِن شَيء } قال بعضُ المتأولين : لما كَذَّبَ أهْلُ القرية المرسلينَ أسرع فيهم الجُذَامُ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.