الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالُواْ طَـٰٓئِرُكُم مَّعَكُمۡ أَئِن ذُكِّرۡتُمۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ مُّسۡرِفُونَ} (19)

وقوله : { أَئِن ذُكِّرْتُم } جوابُه محذوف ، أي : تَطَيَّرْتُم ، قاله أبو حيان وغيره ، انتهى . وقولهُم عليهم السلام { طائركم مَّعَكُمْ } ، معناه : حظُّكُمْ وَمَا صَارَ لَكُمْ من خير وشرٍّ مَعَكُمْ أي : من أَفْعَالِكم وَمِنْ تَكَسُّبَاتِكُمْ ، ليس هو من أجْلنا ، وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر : ( أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ ) بهمزتين الثانيةُ مكسورةٌ . وقَرأ نافعٌ وغيرُه بتسهيل الثانية ، وردِّها ياءً : ( أَيِنْ ذُكِّرْتُمْ ) . وأخبر تعالى عن حالِ رجلٍ جَاء من أقصى المدينةِ يَسْعَى ؛ سَمِعَ المرسلينَ وفَهِمَ عَن اللَّهِ تعالى ، فَدَعَا عَنْد ذلكَ قومَه إلى اتّباعِهم والإيمان بِهِم ، إذ هوَ الحقُّ . فَرُوِيَ عن ابن عباس وغيره ، أن اسْمَ هذا الرجلِ حبيبٌ ، وكان نَجَّاراً وكانَ فِيما قَال وهب بنُ مُنَبِّهٍ : قد تَجَذّم .