قوله تعالى : { واضرب لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ القرية } تقدم الكلام على نظيره في البقرةِ{[45798]} والنحل{[45799]} . والمعنى واضرب لأجلهم مثلاً ، أو اضرب{[45800]} لأجل نفسك أصحاب القرية لهم مثلاً أي مثلهم عند نفسك بأصحاب القرية . فعلى الأول لمَّا قال تعالى : { إِنَّكَ لَمِنَ المرسلين } [ يس : 3 ] وقال : { لِتُنذِرَ قَوْماً } [ يس : 6 ] قال : قل لهم ما أنا بدعاً من الرسل بل ( قبلي ){[45801]} بقليل جاء أصحاب القرية مرسلون وأنذروهم بما أنذرتكم وذكروا التوحيد وخوفوا بالقيامة وبشروا بنعيم دار الإقامة . وعلى الثاني لما قال تعالى : إن الإنذار لا ينفع من أضله اللَّهُ وكتب عليه أنه لا يؤمن قال للنبي عليه ( الصلاة و ) السلام : فلا بأس واضرب لنفسك ولقومك «مثلاً »{[45802]} أي مَثِّلْ لهم عند نفسك مثلاً بأصحاب القرية ، حيث جاءهم ثلاثةُ رُسُل فم يؤمنوا ، وصبر الرسل على القتل والإيذاء وأنت جئتهم واحداً وقومك أكثر من قوم الثلاثة ، فإنهم جاءوا قريةً وأنت بعثت إلى العالم .
قوله : { أَصْحَابَ القرية } أي واضرب لهم مثلاً ( مَثَلَ ){[45803]} أصحاب القرية ، فترك «المَثَلَ » وأقيم «الأصحاب » مُقامه في الإعراب كقوله : { واسأل القرية } [ يوسف : 82 ] .
قال الزمخشري{[45804]} : وقيل : لا حاجة إلى الإضمار بل المعنى اجعل أصحاب القرية لهم مثلاً أو مثل أصحاب القرية بهم{[45805]} . قال المفسرون : المراد بالقرية أنْطَاكية .
قوله : { إِذْ جَآءَهَا } بدل اشتمال . قال الزمخشري : «إذْ » منصوبة لأنها بدل من أصْحَابِ القَرْيَة كأنه تعالى قال : واضْرِب لهم وقت مجيء المرسلين ومثل ذلك الوقت بوقتِ مُحَمَّد{[45806]} .
وقيل : منصوب بقوله : «اضْرِبْ »{[45807]} أي اجعل الضرب كأنه حين مجيئهم وواقع فيه . والمرسلون من قوم عيسى وهم أقرب مُرْسَلٍ أُرْسل إلى قوم إلى زمان محمد - عليه ( الصلاة و ) السلام- وهم ثلاثة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.