الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِۦ بَصِيرَۢا} (45)

وقوله تعالى : { وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ } الآية : قوله : { مِن دَابَّةٍ } : مبالغة ، والمراد : بنو آدم ؛ لأنهم المُجَاوَزْنَ ، وقيل : المراد الإنس والجن ، وقيل : المُرادُ : كُل ما دبَّ من الحيوانِ وأكثرُهُ إنما هو لِمَنْفَعَةِ ابن آدَم ، وبسببه ، والضمير في : { ظَهْرِهَا } عائدٌ على الأرض والأجل المسمى القيامة .

وقوله تعالى : { فَإِنَّ الله كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً } : وعيدٌ وفيه للمتقين وعدٌ وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً والحمد للَّه على ما أنعم به .