الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وآياتها 62 ، وهي أول سورة أعلن بها رسول الله صلى الله عليه و سلم وجهر بقراءتها في الحرم والمشركون يستمعون وفيها سجد وسجد معه المؤمنون والمشركون والجن والإنس غير أبي لهب فانه رفع حفنة من تراب إلى جبهته وقال يكفيني هذا ( ت ) والذي خرجه البخاري في صحيحه عن ابن مسعود فسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم وسجد من خلفه إلا رجلا رأيته اخذ كفا من تراب فسجد عليه فرأيته بعد ذلك قتل كافرا وهو أمية بن خلف انتهى وسبب نزولها أن المشركين قالوا إن محمدا يتقول القرآن ويختلق أقواله فنزلت السورة في ذلك .

قوله عز وجل : { والنجم إِذَا هوى * مَا ضَلَّ صاحبكم وَمَا غوى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى } الآية ، قال الحسن وغيره : النجم المُقْسَمُ به هنا : اسمُ جنس ، أراد به النجوم ، ثم اختلفوا في معنى { هوى } فقال جمهور المفسرين : هَوَى للغروب ، وهذا هو السابق إلى الفهم من كلام العرب ، وقال ابن عباس في كتاب الثعلبيِّ : هوى في الانقضاض في إثر العفريت عند استراق السمع ، وقال مجاهد وسفيان : النجم في قسم الآية : الثُّرَيَّا ، وسُقُوطُهَا مع الفجر هو هوِيُّها ، والعرب لا تقول : النجم مطلقاً إِلاَّ للثُّرَيَّا .