ثم قال تعالى لنبيِّهِ : { واصبر لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } أي : بمرأى ومنظر ، نرى ونَسْمَعُ ما تقول ، وأَنَّك في حفظنا وحيطتنا ؛ كما تقول : فلان يرعاه المَلِكُ بعين ، وهذه الآية ينبغي أَنْ يُقَرِّرَهَا كُلُّ مؤمن في نفسه ؛ فإنها تُفَسِّحُ مضايق الدنيا .
وقوله سبحانه : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } قال أبو الأحوص : هو التسبيح المعروف ، يقول في كل قيام : سبحان اللَّهِ وبحمدِهِ ، وقال عطاء : المعنى حين تقومُ من كُلِّ مجلس .
( ت ) : وفي تفسير أحمدَ بن نصر الداوودِيِّ قال : وعن ابن المُسَيِّبِ قال : حَقٌّ على كل مسلم أنْ يقول حين يقومُ إِلى الصلاة : سبحان اللَّهِ وبحمده ؛ لقولِ اللَّه سبحانه لِنَبِيِّهِ { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } ، انتهى . وقال ابن زيد : هي صلاة النوافل ، وقال الضَّحَّاكُ : هي الصلوات المفروضة ، وَمَنْ قال هي النوافل جعلَ أدبار النجوم رَكْعَتَيِ الفجر ، وعلى هذا القول جماعة كثيرة من الصحابة والتابعين ، وقد رُوِيَ مرفوعاً ، ومَنْ جعله التسبيحَ المعروفَ جعل قوله : { حِينَ تَقُومُ } مثالاً ، أي : حين تقومُ وحينَ تَقْعُدُ ، وفي كل تَصَرُّفِكَ ، وحكى " منذر " عن الضَّحَّاكِ أَنَّ المعنى : حين تقومُ في الصلاة بعد تكبيرة الإحرام ، فقل : «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ، وَبِحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ » الحديثَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.