الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَطَلۡحٖ مَّنضُودٖ} (29)

{ وطلح } من العِضَاهِ شَجَرٌ عظيم ، كثيرُ الشوك ، وصفه في الجنة على صفة مباينة لحال الدنيا ، و{ مَّنْضُودٍ } معناه : مُرَكَّبٌ ثمره بعضُه على بعض من أرضه إلى أعلاه ، وقرأ علي رضي اللَّه عنه وغيره : ( وَطَلْعٍ ) فقيل لعليِّ : إنَّما هو : وطَلْحٍ فقال : ما للطلح والجنة ؟ قيل له : أَنُصْلِحُهَا في المصحف ؟ فقال : إنَّ المصحفَ اليومَ لا يُهَاجُ ولا يُغَيِّرُ . وقال عليُّ أيضاً وابن عباس : ( الطلح ) الموز ، { وظل ممدود } : معناه : الذي لا تنسخه شمس ، وتفسير ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ في الْجَنَّةِ شَجْرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ الجَوَاد المُضَمَّر في ظِّلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ لاَ يَقْطَعْها " ، وَاقْرَءُوا إنْ شِئْتُمْ : { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } .