( ص ) : قال ابن الأنباري : { إِنَّ رَبَّكَ لبالمرصاد } هُو جوابُ القَسَمِ ، وقيل : محذوفٌ ، وقيل : الجوابُ : { هَلْ فِي ذَلِكَ } و{ هَلْ } بمعنى ( إنّ ) وليس بشيء ، انتهى . و{ المِرْصَادُ } والمَرْصَدُ : مَوْضِعُ الرَّصْدِ ، قاله بعض اللغويين ، أي : أَنَّه تعالى عنْدَ لسانِ كل قائلٍ ومَرْصَدٍ لكلِّ فاعلٍ ، وإذا عَلِمَ العبدُ أَنَّ مولاه له بالمرصادِ ودَامَتْ مراقبتُه في الفؤادِ ، حَضَره الخوفُ والحذُر لا محالةَ ، { واعلموا أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فاحذروه } قال أبو حامد في «الإحياء » : " وبحسبِ معرفةِ العبد بِعيوبِ نفسهِ ، ومعرفتهِ بجلالِ ربه وتعالِيه واستغنائِه ، وأنه لا يُسْأَلُ عما يفعلُ ؛ تَكُونُ قوةُ خوفِه ، فأخوفُ الناسِ لربه أعرفُهم بنفسِهِ وبربهِ ، ولذا قَال صلى الله عليه وسلم : " أنا أخوفُكم للَّه " ، ولذلكَ قال تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء } [ فاطر : 28 ] ثم إذا كَمُلَتِ المعرفةُ أورثتِ الخوفَ واحْتراقَ القلبِ ، ثم يُفِيضُ أَثَرُ الحُرْقَةِ من القلبِ على البَدَنِ فَتَنْقَمِعُ الشهواتُ ، وتحترقُ بالخوفِ ، ويحصُلُ في القلب الذبولُ والخشوعُ والذِّلَةُ والاستكانةُ ، ويصيرُ العبدُ مستوعبَ الهَمِّ بخوفِه والنظرِ في خطرِ عاقبتِه ؛ فلا يتفرغُ لغيرهِ ، ولا يكونُ له شُغْل إلا المراقَبَة والمحاسبَة والمجاهدَة والضِّنَّة الأنْفَاسِ واللحظاتِ ، ومؤاخَذَةِ النفسِ في الخَطَراتِ والخُطُواتِ والكلماتِ ، ثم قال : واعْلَمْ أنه لاَ تَنْقَمِعُ الشهواتُ بشيءٍ كما تنقمع بنَارِ الخَوْفِ " ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.