قوله : { إِنَّ رَبَّكَ لبالمرصاد } ، أي : يرصد عمل كل إنسان ، حتى يجازيه به .
قال الحسن وعكرمة : والمِرْصادَ : كالمرصد ، وهو : المكان الذي يترقب فيه الرَّصد{[60135]} ، جمع راصد كحرس ، فالمرصاد «مفعال » من : «رصده » ، كميقات من وقته ، قاله الزمخشري{[60136]} .
وجوَّز ابنُ عطيَّة في المرصاد{[60137]} : أن يكون اسم فاعل ، قال : كأنه قيل : «لبالراصد » ، فعبر ببناء المبالغة .
ورده أبو حيَّان{[60138]} : بأنه لو كان كذلك لم تدخل عليه الباء ، إذ ليس هو في موضع دخولها ، لا زائدة ، ولا غير زائدة .
قال شهابُ الدِّين{[60139]} : قد وردت زيادتها في خبر : «إنَّ » كهذه الآية ؛ وفي قول امرئ القيس : [ الطويل ]
5203- . . . *** فإنَّكَ ممَّا أحْدثَتْ بالمُجرِّبِ{[60140]}
إلاَّ أنَّ هذه ضرورة ، لا يقاس عليه الكلام ، فضلاً عن أفصحه .
تقدم الكلام في : «المرصاد » ، عند قوله : { كَانَتْ مِرْصَاداً } [ النبأ : 21 ] ، وهذا مثلٌ لإرصاده العصاة بالعقاب بأنهم لا يفوتونه ، كما قيل لبعض العرب : أين ربك ؟ قال : بالمرصاد .
وقال الفراء : معناه : إليه المصير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.