الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ} (14)

المرصاد : المكان الذي يترتب فيه الرصد «مفعال » من رصده . كالميقات من وقته . وهذا مثل لإرصاده العصاة بالعقاب وأنهم لا يفوتونه . وعن بعض العرب أنه قيل له : أين ربك ؟ فقال : بالمرصاد . وعن عمرو بن عبيد رحمه الله أنه قرأ هذه السورة عند بعض الظلمة حتى بلغ هذه الآية فقال : إنّ ربك لبالمرصاد يا فلان ، عرّض له في هذا النداء بأنه بعض من توعد بذلك من الجبابرة ، فالله درّه أيُّ أسد فرّاس كان بين ثوبيه ، يدق الظلمة بإنكاره ، ويقصع أهل الأهواء والبدع باحتجاجه .