فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ} (14)

وقوله : { إن ربك لبالمرصاد } تعليل لما قبله إيذانا بأن كفار قومه عليه السلام سيصيبهم مثل ما أصاب المذكورين من العذاب كما ينبئ عنه التعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميره عليه السلام .

وقد قدمنا قول من قال أن هذا جواب القسم ، وبه قال ابن مسعود ، والأولى أن الجواب محذوف والمعنى أنه يرصد عمل كل إنسان حتى يجازيه عليه بالخير خيرا وبالشر شرا ففيه استعارة تمثيلية قال الحسن وعكرمة أي عليه طريق العباد لا يفوته أحد ، والرصد والمرصاد الطريق .

وقد تقدم بيانه في سورة براءة ، وقد تقدم أيضا عند قوله : { إن جهنم كانت مرصادا } وقال ابن عباس : بالمرصاد أي يسمع ويرى ، وقال ابن مسعود في الآية من وراء الصراط جسور جسر عليه الأمانة وجسر عليه الرحم وجسر عليه الرب عز وجل .